... فهذه الخطوة الموالية من خطوات صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذه الخطوة متعلّقة بـ :
النية
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: << إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... >> الحديث في الصحيحين ـ كما هو معلوم ـ
قال العلامة ابن عثيمين في كلامه الثمين حول النية في شرحه للحديث:
(( النية ))
محلها القلب ، ولا محل لها في اللسان في جميع الأعمال ؛ ولهذا كان من نطق بالنية عند إرادة الصلاة، أو الصوم، أو الحج، أو الوضوء، أو غير ذلك من الأعمال كان مبتدعاً قائلاً في دين الله ما ليس منه؛ لأن النبي صلي الله عليه وسم كان يتوضأ ، ويصلي ويتصدق ، ويصوم ويحج، ولم يكن ينطق بالنية، فلم يكن يقول : اللهم إني نويت أن أتوضأ ، اللهم إني نويت أن أصلي، اللهم إني نويت أن أتصدق ، اللهم إني نويت أن أحج، لم يكن يقول هذا؛ وذلك لأن النية محلها القلب، والله عز وجل يعلم ما في القلب ، ولا يخفي عليه شيء؛ كما قال الله تعالي في الآية التي ساقها المؤلف: (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )(آل عمران: الآية29) .
ويجب علي الإنسان أن يخلص النية لله سبحانه وتعالي في جميع عباداته، وأن لا ينوى بعباداته إلا وجه الله والدار الآخرة.
وهذا هو الذي أمر الله به في قوله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ )، أي مخلصين له العمل،
( وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) وينبغي أن يستحضر النية، أي: نية الإخلاص في جميع العبادات.
فينوى مثلاً الوضوء ، وأنه توضأ لله، وأنه توضأ أمثالاً لأمر الله.
فهذه ثلاثة أشياء:
نية العبادة.
ونية أن تكون لله.
ونية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله.
فهذا أكمل شيء في النية.
كذلك في الصلاة : تنوي أولاً: الصلاة، وأنها الظهر ، أو العصر ، أو المغرب ، أو العشاء ن أو الفجر ، أو ما أشبه ذلك ، وتنوي ثانياً: أنك إنما تصلي لله عز وجل لا لغيره، لا تصلي رياء ولا سمعة، ولا لتمدح على صلاتك ، ولا لتنال شيئاً من المال أو الدنيا، ثالثاً : تستحضر أنك تصلي امتثالاً لأمر ربك حيث قال: (أَقِمِ الصَّلاة)(ْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) إلي غير ذلك من الأوامر.
انتهى كلام ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
... هذا
كما يمكن أن نبين في هذه العجالة أن سبق اللسلن ( الخطأ ) في النية لا يضر، فمثلا لو قال شخص سرا: << إني نويت صلاة المغرب >> وهو قائم لصلاة أخرى، فمع أن ذلك غير مشروع فأنه لا يضرّه أيضا وذلك لأن محل النية القلب.
قال النووي في شرح المهذب:
ولو نوى بقلبه صلاة الظهر وجرى على لسانه صلاة العصر انعقدت صلاة الظهر. انتهى.
وجاء في منار السبيل: ولا يضر سبق لسانه بغير ما نوى لأن محل النية القلب. انتهى.
ونترككم في حفظ الله تعالى إلى خطوة أخرى من الخطوات التي توصلنا بإذن الله تعالى إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة وكلام أهل العلم.
والسلام عليكم